CLICK HERE FOR BLOGGER TEMPLATES AND MYSPACE LAYOUTS »

Saturday, January 16, 2010

الأميرة والبستان


كان ياما كان يا سعد يا إكرام
وما يحلى الكلام إلا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام

فبمكان وزمان كان
كانت تسكن أميرة جميلة
تدعى أميرة الحكايا والأحلام

فما كان هناك أكثر من أحلامها ولا أمتع من حكيها
حيث كانت لها مخيلة كبيرة
نشأت من طبيعة جميلة
فكانت تسكن بقصر كبير
يطل على بحيرة صغيرة


وبيوم من ذات الأيام
وبينما هى سابحة بين الطبيعة والأشجار
والخضرة ذات الأنهار
إذا بها تفاجأت

بباب كبير
لبستان غريب
فلم يكن لذلك البستان وجود بالأمس القريب

أسرعت الأميرة
لتستكشف الحقيقة
فإذا برجل عجوز ينام
عند باب البستان

أقتربت منه على مهل
فأيقظتة دون قصد
وما أن أفاق الرجل

حتى أقبل عليها بأبتسامه


وقال : مرحبا ً أيتها الأميرة ذات الأحلام الجميله
قالت : وهل تعرفنى يا رجل
قال : نعم وأنا لك منتظر
قالت : فما قصتك وذلك البستان العجيب . أليس وجوده بجديد ؟؟
قال : لك بذلك البستان موعد وله حكايه وسأقصها عليك إن أردت للنهايه
قالت : نعم , وأنا كلى آذان لك صاغيه
قال : وجود البستان من قديم الزمان , لكن لا يلحظ وجوده إلا من آن له الآوان فلك بذلك البستان زهره وله عليك شروط للجوله
قالت : وكيف؟
قال : تأخذين تلك الزهريه , فتدخلين من باب البستان وحدك أو لو شئت ساعدتك , فبالبستان بين الزهور طريق , تمشين به حتى النهايه , تختارين ما تشائين لكنها واحدة فلا تنسين , لكن الطريق ليس به رجوع فما إن مشيت فقد تركت , حتى تجدى نفسك قد خرجت . فما بالك أيتها الأميرة ستدخلين أم سترحلين؟؟


وقفت الأميرة دقيقة فى فكر وحيرة


ثم قالت : وكيف لى أن اختار من كل ذلك البستان زهره أما ترى أنها قله!!
قال : الشرط هو الشرط ولك الحق فى القبول أو الرفض
قالت : حسنا فله الأمر من قبل ومن بعد , ولكن هل لى بمشورتك ؟
قال : نعم طبعا هى لك دون شك

دخلت الأميرة بصحبة الرجل العجوز
بعد أن أثار حكيه عن البستان فضولها وأحلامها
ورسمت زهرتها بخيالها

فأنبهرت الأميرة بالبستان
فهو ملىء بالزهر أشكال وألوان
ولكنها فى حيره
فمعها تلك الزهريه وتلك الشروط الغبيه

قالت : وما العمل الآن أيها العجوز .. واحدة فقط .. هل يجوز!! قل لى ماذا أفعل وبنصيحتك عنى لا تبخل
قال : حسنا .. أنظرى إلى تلك التى هناك

فلما نظرت إلى حيث أشار
فإذا بزهرة تسحر الأنظار

قال : أعتقد أنها زهرة جميله ولزهريتك ستكون غنيمه

وقفت الأميره فى لحظة صمت وحيره
نعم الزهرة جميله
وبزهريتها ستكون حقاً عظيمه

لكنها مازالت بأول البستان
وهو بالزهر ملئان
فماذا تفعل إن غدت للأمام
فوجدت أجمل من تلك أو مثلما تمنت بالأحلام

نظرت للرجل وقالت : دعنا لا نتعجل الأمر ولننتظر للأمام
قال : حسنا أيتها الأميره البستان كله تحت الأمر وأنا عند الباب إن شئت فى أى وقت ولكن لا تنسى الشرط وتأكدى حينما تجدينها أنه لن يكون قبلها ولا بعد
قالت : حسنا أيها الرجل الكريم وأنا لك من الشاكرين

غدت الأميرة تمشى بين الزهر
تلك جميلة وتلك أجمل
تلك مناسبة ولكن تلك ستكون لزهريتها أنسب
تنتقل من زهره إلى أخرى
دون أن تلتفت إلى أن الطريق ليس له رجعه
نظرت للوراء فإذا هى بالمنتصف
فقررت أن تختار واحده
قبل أن تخرج نادمه

إلى أن وجدت زهره
ظنت أنها قد تكون المنشوده
أقتربت وقد قررت أن تقطفها
فإذا بشوك يجرح يدها
فتألمت الأميرة كثيرا وأستغربت
لأنها بها أعجبت
وقالت أنها زهرتها أو هكذا ظنت

تضايقت الأميرة وأنزعجت
ولوهلة بجرحها أنشغلت
وصارت للأمام دون أن تتلفت
وفجأة أدركت الأميرة أن نهاية البستان قد قربت
وأن ما بقى من الزهر لم يعد جماله يبرق
وأن تلك الزهره التى أختارها لها صاحب البستان كانت هى الأجمل
فنظرت للوراء وأرادت أن لها ترجع
فتذكرت ما قاله البستانى عن ذلك الشرط
عندها أدركت أنها ما كانت لابد أن تضيعها
فلقد كانت حقا جميله

ولكنها وقتها طمعت
ونسيت أنها لو رضيت
حتى لو كانت قليله لكانت فى عينها كبرت

فأنفجرت الأميرة فى بكاء شديد
فما عادت تعلم ماذا تفعل بالتحديد
وأنها ولابد أنها ستندم
فالبستان أوشك على النهايه
وللوراء ما عادت هناك رجعه
فلابد وأنها خسرت

عندها ظهر البستانى من جديد


وقال : ماذا بك أيتها الجميله !! لا تبكى أيتها الأميرة فالبكاء لا يرجع ما فات
قالت وهى تبكى : وما عساى أفعل !!
قال : اسمعى من عجوز القليل فقد ينفعك وما تدرين
لا تبكى على ما فاتك فمن نظر خلفه أضاع خطوة قدمه , وما فاتك ما كان لك , وما لك ما كان ليكون لأحد سواك , فلا تندمى على ما فات , ولكن تعلمى وأنتبهى لما هو آت
قالت : وبرأيك ماذا أفعل الأن أيها العجوز الحكيم؟
قال : أنسى ما فات وأنظرى بأبتسامة إلى هناك


نظرت الأميرة بعد أن توقفت عن البكاء
وجففت دموعها واستمعت للكلام
فإذا بزهرة جميلة هى أجمل ما رأت فى ذلك البستان


قالت : وهل لى بتلك الزهره أيها العجوز الحكيم
قال : وماذا يمنع أيتها الجميله هى لك إن لم تكونى بغيرها ترغبين
قالت : لا هى أجمل من أن أنظر لغيرها


فطارت إليها
فأقطتفتها على مهل
فكانت لزهريتها كالأهل

وعندها
أستدارت وشكرت البستانى على كل شىء
وخرجت الأميره من البستان سعيده
بزهرتها الجميله
ورحلتها القصيره
التى تعلمت بها أشياء كثيره
فمنذ أن سمعت من البستانى عن قصه البستان والزهر
لم تكن تتخيل أنها ستحظى بمثل ما أخذت
فلم تستطع أحلامها أن ترسم هذا القدر
فليس كل ما نتمنى هو أجمل مما نحصل

وما أن خرجت الأميره من هناك حتى أختفى البستان
فأفاقت الأميرة من النوم على ذلك الصوت
ليخبرها أن الحلم قد تم
وأن هنالك قصة جديده لتحكيها اليوم
عن ما تعلمت بذلك البستان فى الحلم

وإلى لقاء جديد مع قصة جديدة من حكايا الأميرة
أميرة الحكايا والاحلام